السماء بين الدلالات الروحية والقيم الجمالية في الميثولوجيا المصرية وأثرها في فنون الجرافيك

إرتبطت الحضارة المصرية القديمة بفكرة البعث والخلود ووجود آلهة واجبة التقديس والتبجيل، مما ساعد المصري القديم أن ينمي لديه وعيه بما يحيط به، فاتجه لفهم ما حوله من ظواهر، وقد أدى ذلك إلى أن معظم ما أبدعته يداه جاء نابعًا من إحساسه وإدراكه بما حوله"، وحمل بين طياته مظاهر معتقده الفكري فظهر تأثير ذلك كله في مخرجاته الفنية، والتي ظهرت مفعمة بمفاهيم خفية للتواصل مع القوى الكونية، فالعمل الفني لديه ارتبط بالنظرة التأملية للكون وعناصره، فمنذ نشأته وهو يتطلع إلى عالم ما وراء الطبيعة بل والإتصال بهذا العالم ومحاولة الوصول إلى سر الوجود وخالقه، فقد اعتمد قدماء المصريين في نشر الوعي الروحي بين جموع الشعب على تجميع الفلسفة والحكمة القديمة في شكل قصص ميثولوجية تتناول نشأة الكون وتطوره ومن أهمها "السماء" فقد أفرد لها الفنان المصري القديم مساحة هامة في أعماله نظرًا لأهميتها في الفكر المصري القديم.



ويدل مجموع ما حُفِظَ لنا من رسوم السماء – لا سيما - في صورة المعبودة "نوت" في الفن المصري القديم على تطور ملحوظ في الفترات الفنية للفنان المصري القديم، بلغ مستوىً رفيعًا في فترات لاحقة من خلال التطور والتنوع في تناول الشكل التصميمي له، وقد تعاونت عوامل مختلفة في صنع طابع خاص لهذا العنصر تحديدًا، إكتملت له صفاته وخصائصه وتميز به عن سائر الأشكال الأخرى، وبشكل عام فهذه الرسوم تؤلف وحدة متسقة متآلفة بما يشهد حقًا بأنها جميعًا كانت تعبر عن روح واحدة وتنطق عن أحاسيس مشتركة، ويقوم هذا البحث بدراسة تلك الدلالات والنسب الجمالية والمستوحاة من هندسة الطبيعة.